عرفت الحدد بغاباتها في الماضي فكانت تغطّي أكثرية اراضي الحدد، وكانت غابة حرجية تتألف من انواع متعدّدة من الاشجار البريّة. فكانت الأشجار، تحجب أشعة الشمس عن الأرض. واهم الأشجار التي كانت تُزرع في ارضها تلك المرحلة فهي: الأرز واللّزاب والصنوبر والعفص والقطلب والغار والحور والسنديان والمحلب، والبطم والّلبان ويعرف بالبانة، والجوز واللوز والأجاص والتفاح والدردار، والقيقب والدلب والميس والعنب وغيرها من الأشجار، والزيتون.
أمّا اكبر غاباتها، فهي غابة حمي المير بشير(الحمي)، تعتبر من أجمل الغابات في لبنان والشرق، من حيث كثافة الشجر، ونوعيته النادرة بين فصائل شجر الأرز. وهي تُعد، من أكبر غابات الأرز في لبنان والعالم، كونها تُشكّل غابة كبيرة، بحدود مشتركة مع قنات/ نيحا/ وتنورين.
تُعتَبَر غابة أرز حدث الجبّه، من أندر الغابات التي تحتوي على أنواع مُتعدّدة من أجود أصناف الرمول والصخور والتربة. كما ينبت فيها أعشاب وطفيليات وفطر لا ينبت في أي غابة أخرى. ويُقدّرعدد الشجر فيها بنحو ثلاثمئَة ألف شجرَة.
خلال حكم الأمير بشير، وبعد تعرّضه لنكسة عسكرية خلال مرحلة من مراحل حملاته، هرب من الشوف، والتجأ الى حدث الجبّه، حيث اقام فترة طويلة في غابتها، هرباً وإختباءً من عسكر الوالي، الذي كان يُطارده. وبعد تردّد وجود الأمير في الغابة حيث كان المواطنون يطلقون الكلام أن الأمير يحتمي في الغابة، اطلِقَ عليها اسم الحمي، حيث يحتمي الأمير. واصبحت منذ تلك الفترة، تُعتبر غابة الحمي، أو حمي المير بشير.
كما هناك علامات وأوامر خطِّيَة كانت محفورة على صخرها، حيث صدر قرار من القائد الروماني (أوربانس)، بمنع وتحريم قطع أنواع من الشجر في هذه الغابة، وقد إندثرت الكتابات، بعد التعدّي عليها، كونها منطقة رملية وإزالتها من الجيش الذي إحتلّ لبنان والبلدة آنذاك. أما سكان البلدة والجوار، بما فيهم البطريركية المارونية، منذ القرن السادس عشر ولغاية القرن العشرين، وبالتحديد حتى عام 1948م، كانت تُبنى أسقف المنازل والمباني والحظائر والإنشاآت العمرانية التي كانت مزدهرة آنذاك، من خشب الأرز واللّزاب المتوفرَين في غابة أرز الحمي في الحدث . وكانت تُباع منها شجر وأخشاب كثيرة الى بلاد بعلبك، حيث كان يتبادل اهالي الحدد التجارة مع أهالي بعلبك، بتبادل الخشب بالحبوب.
نذكر من أصناف الأعشاب والزهور التي كانت تنبت فيها: المخّو بعبّو- الحشّيشة- الحمّيضة- الخسيّسة- الجرجير النعناع البري- الزويبعه- الزوبع- القرّه- القرّيسه- حشّه مشّه- الطرنب (هو شبيه بالأرنبيط)- فطر البولباس- فطر العفص- الفطر الأسود- والعديد من أنواع الفطريات الأخرى. كما العديد من أنواع الزهور العطرية والبريّة، التي تزيّن هذه الأرض، وتضفي رائحة عطرية في الجو.
ونفيد بأن الملكة ضيا إبنة الملك نبوخذنصّر، بعد أن سكنت في الحدث، أرسلت الى والدها الأحمال المتعددة من خشب الأرز والدلب والشربين والصنوبر واللزاب والقطران الموجودة في غابة الحمي.