إعتمد سكنى الأولون، على المغاور والكهوف التي كانت منتشرة تلك الأيام، ويروي لنا أجدادنا أن أكثرية النساك من الذين إختاروا منطقة الجبّه قد إستعملوا هذه الكهوف التي كانت اصلاً السكن الأول لأبناء المنطقة، مما يعني أن أول المنازل التي سكن المنطقة كانت الكهوف المنتشرة في القضاء.
مع بداية عهد السيد المسيح، تطوّرت حالة البنيان في المنطقة وفي الحدث خصوصاً واتخذ البيت شكله المربع وذلك عبر تأمين الحجر المربع وبناء الجدران أول خطوة، إضافة التراب المُطيّن والمجبول بالماء وورق أو ذرّة شجر الأرز والسرو المطحون والمدقوق، والمجبول بالتراب، ثم إقامة جدار ثان لتأمين سماكة جدار لازمة. تأمين نقل الأشجار الطويلة للسقوفية، نقل ووضع دعمات من شجر الأرز في وسط الدار لتحمل وزن السقف، ، أما اسقف المنازل، فكانت تدعم بالطين والتراب فوق الأشجار وتحدل بمحدلة مصنوعة من الحجر المدوّر وناعمة المملس لتبقي على تربة السقف متماسكة.
تطور أخر لحق بالعمران: عند وضع الصف الثاني من كل جدار، يتم وضع الطين بين الحجارة المتراكمة، أي تراب مجبول بالماء والسكر وورق الشجر المطحون. وبعد الإنتهاء من الجدار الدائرة، يُعاد وضع الطين من الداخل، ونُذكّر أن بناء المنازل، لم يكن يتم الا خلال الصيف، للسماح للجدران بأن تُجف نهائياً. أما الأسقف فقد تطوّر بنائها بحيث أصبحت أكثر تطوراً تلك الفترة، فيتم وضع الشجر ملاصقة، ثم تُفلش بحجر البلاط، فتُشكّل هذه الطريقة اساس أول للسقف، ثم ُجبل الترابة لتُحوّل الى طين، وفلش السقف الخشبي منه، وفوق الطين يتم فلش بلاط حجري ايضاً، وثم الطين. فشكّلت هذه الظاهرة مناعة متطورة لحماية النش وتجفيف المياه. فكانت تُحدل بمحدلة مصنوعة من الحجر وناعمة المملس، لتبقي تُربة السقف متماسكة وقد بقيت الطريقة هذه، مُعتمدة في كافة المراحلة، حتى بداية أواسط القرن العشرين.
وخلال القرون المتلاحقة، بدا العمران يأخذ منحاً متطوراً أكثر، بحيث بدأ إسعمال الحجار المُقطّعة بطريقة هندسية رائعة. فتشكّل مع هذا العصر بداية بناء المنازل على طراز حديث هو العقد المنظّم، والذي ما زال العديد من المنازل تشهد على ذلك، وفي حدث الجبّه بالذات منزل يوسف أبراهام سلوم. فأصبح إعتماد الحجر في البناء مُقطّعاً حسب الأصول والمقاييس المطلوبة، وبعد بناء الجدار، يُبنى جدار ثان بعيد ما يُقارب 10سم عن الجدار الأول، ويتم تعبئة الفراغ من الرمل المحلي، المشهور بإمتصاصه المياه التي قد تتسرّب من الجدران وأسقف المنازل. أصبحت مواد الطين، تُجبل من التراب والماء والطحين.
أهم المواد التي تمّ إستعمالها لبناء المنازل هي:
1- أجواف الكهوف اولاً
2- الحجر بشكل رئيسي ثانياً
3- الخشب ثالثاً
4- التراب والماء مع السكر رابعاً
5- التراب والماء والطحين في مراحل أخرى ولغاية اواسط القرن العشرين
6- خشب اللزاب والأرز والقطران والسرو حتى أواسط القرن العشرين. وخلال فترة ما بعد القرون الوسطى ولأواسط القرن العشرين، تمّ إعتماد شجر الأرز بحيث تُصطّف ملاصقة، وفوقها الواح من خشب القطران، وفي وسط المنزل جسر من القطران والأرز ليكون الركيزة الأساسية لدعم بناء الحائط والمنزل.
7- اما الحدث الكبير الذي طرا على بناء المنازل، إستعمال القرميد لأسقف هذه المنازل، الذين كانوا يستوردون هذا القرميد من إيطاليا.