كان مار دانيل وهو تلميذ القديس سمعان العامودي وكسائر المبشرين الهاربين من الأضطهادات في سوريا،قد بدأ التبشير بالدين المسيحي على مذهب مار مارون في منطقة الجبة. تروي القصص أن دانيال المذكور هو الكاهن المبشّر الذي إستوطن الحدد.
ومن روايات تبشيره أن منطقة الجبة كانت عرضة للحيوانات المفترسة التي كانت تهاجم المنطقة وترعب أهلها خصوصا الحدد التي تتاخم أكبر الغابات كثافة. ولما بدأ التبشير بينهم لم يكترث هؤلاء له لكن بسبب تعدي الوحوش زاره أهل المنطقة مستنجدين به ردّ الوحوش عنهم. فنصحهم أن ينصبوا صلباناً في الأتجاهات الأربع من كل موقع أو قرية وأن يعبدوا الله الحقيقي بأعتمادهم الدين المسيحي. فعلوا ما أمرهم به وأقاموا سبع صلبان محفورة في الصخر حيث لا يزال سكان هذه المناطق يقسمون بالسبع صلبان لرد الشر والوحوش. ويذكر العلامة السمعاني هذه الحادثة ويقول أن السكان الموارنة في زمانه كانوا يرددون خبر هذه الأعجوبة ويدلون على أماكن الصلبان في الجبال وأنه رأى بذاته هذه الصلبان المحفورة في أرض حصرون وبشري وأهدن وأيطو والحدد والعاقورة واللقلوق.
ويروى أن كاهناً من بشري يدعى باسيل، له ثلاث بنات فكان غنياً، ولم يكن لديه صبيان. وأسماء بناته، تقلا وصالومي ومريم. ولما كبرن، نذرن أنفسهّن للرّب. ووضعوا كافة أملاكهم في سبيل بناء الكنائس وأعمال الخير. فبنت تقلا كنيسة القديس جاورجيوس والقديس ضومط في بقرقاشا سنة ١١١٠م، وكنيستين للقديس لابا وسرجيوس الشهيد في بشنين الزاوية. وماتت سنة ١١١٣م. وبَنَت مريم كنيسة القديس سابا في بشري. وبنت صالومي كنيسة مار دانيال في الحدد. أما في معلومات كنيسة مار دانيال في الحدث، فتمّ بناؤها بين١١١٠م-١١١٣م، بعد أن نذرت لهذا العمل الراهبة صالومي إبنة الخوري باسيل البشرّاني.
فإننا وبناء للواقع وللمعلومات، إن من ما أوردته كتب التاريخ، أو أخبار الأعيان والأهالي عن تسمية مار دانيال، في النهاية ترمز الى إثنين: إما النبي دانيال، صاحب الصورة الشهيرة في بئر السباع،التي تُوجد له صورة في داخل الكنيسة منذ مئات من السنين، أو مار دانيال العامودي تلميذ مار سمعان العامودي الذي كان اول المبشرين.