بنت صالومي إبنة الخوري باسيل من بلدة بشرّي كنيسة مار دانيال في الحدد، وذلك بين1110م-1113م، بعد أن نذرت نفسها لهذا العمل. وقد تمّ بناء هذه الكنيسَة على أنقاض دير قديم للنبي إيليّا.ٍ كان بدوره قد جرى بنائه على أنقاض معبد وثنيّ، وما زالت هناك آثار تدلّ على ذلك، إذا تمّ إعادة النبش في أساسات بناء كنيسة مار دانيال. تجدر الأشارة أنه في سقف المدخل من الكنيسة الى السخراستية ( غرفة الكهنة)، ما زالت توجد ولغاية اليوم، قطع من خشب القطران والأرز التي إستُعمِلت في بناء الكنيسة عام 1110- 1113م.
تتعدّد الأسباب في التسمية، لمن ترمز، والى مَن من القدّيسين. منها ما يُفيد بأن تسمية مار دانيال تعود إلى أحد القدّيسين المبشرّين، الذين جاؤوا من سوريا، إبان عهد التبشير المسيحي الأول، على عهد مار سمعان العامودي وهو يدعى مار دانيال العامودي، ومنها ما يُشير الى النبي دانيال، صاحب الصورة الشهيرة في بئر الأسود، التي تُوجد إحداها داخل الكنيسة منذ مئات من السنين.
لقد تعرّضت كنيسة مار دانيال للدمار والتعدّيات، على مرّ السنين، بسبب الحروب والمعارك التي كانت تتعرّض لها الحدد، في مراحل تاريخها وأبرَز تلك المراحِل:
تعرّض البناء لأوّل عمل تخريبي، في مرحلة نكبة 1283م، ابان هجوم المماليك على الجبه والحدد، قد تعرّض الجزء الشمال الشرقي للدمار، فأعاد الأهالي ترميمه.
في زمن البطريرك شمعون الحددي تمّ أعادة تحديث البناء على الطراز الأوروبي الحديث، في ذلك العهد، لأن العقد والبناء قديمين جداً، وبحاجة إلى تدعيم وإعادة ترميم. تعرّض البناء لقذائف المدفعية، بفترات عدّة من تاريخ الحدد،من الناحية الشرقية، وهناك دلائل واضحة لغاية تاريخه عن أماكن إلأصابات المذكورة، وقد تمّ تكحيلها في مرحلة ترميم البناء 1938م.
ترميم الأنشاءات لمار دانيال في الثلاثينات من القرن العشرين، حيث تمّ دهان الدير وترميمه من الخارج، ليتأقلم مع التطور الحديث حيث أصبح يأخذ شكلاً هندسياً حديثاً، أضاعت معالمه ألأثرية. فقرّر وقف مار دانيال لاحقاً، إعادة بناء كنيسة مار دانيال، كما كانت يوم إنشائها منذ 1110م. وفعلاً بدأ العمل بإشراف الكنيسة المارونيّة، لأن البناء أثري بالنسبة للمجتمع اللبناني وكنيسة المارونية بشكل خاص أما اليوم وبعد الإنتهاء من أعمال الترميم، وبمساهمة وبدعم مباشر من أبناء الحدد الخيّرين. تمّ تصنيف بناء كنيسة مار دانيال، كمرجع أثريً يُعتبر من أقدم الأبنية الأثرية في لبنان، وإحدى الكنائس النادرة جداً في هذا الزمن، ما زالت معالمها ظاهرة لغاية اليوم. وهذا التمييز الأثري، أعطى للحدث تصنيفاً هاما في تاريخ الحدث والمجتمع اللبناني والكنسي.