توجد في منطقة محكرونه في حدث الجبّه، نواويس تعود الى زمن الملكة ضيا، إحدى بنات الملك نبوخذنصّر،التي قد أصيبت بداء البرص والسل. وعجز الأطباء عن إيجاد الدواء المناسب لشفائها. فوصفوا لها المناخ الجبلي الجاف المتوفر في جبل لبنان .
وبدأ ترحالها من بلاد ما بين النهرين بأتجاه بلاد الشام الذي دام سفرها شهوراً عدة حتى وصلت الى قمم لبنان في اوائل الربيع. وكانت اول إقامة لها كانت في الارز العالي. فسكنتها مع حاشيتها، فأعجبها المناخ كثيراً. ولم يمر الصيف حتى بدأ الشتاء القاسي، الذي لم يُناسبها ويُلائمها، والتي لم تكن مُعتادة على هكذا المناخ قاس. فقرّرت النزول بإتجاه المناطق المنخفضة، حيث إستمرت بمسيرتها تفتّش عن مكان آخر أقلّ قساوة في الطقس. وبعد يومين وصلت هُدد من بلاد قاديشو(الحدث). فسكنت منطقة الزيزفون(محكرونة).
فأعجبها جمال المنطقة، وسلب عقلها الرائحة الطيبة والذكية التي كانت تفوح من الزيزفون،وأقامت في تلك المنطقة طوال الشتاء. وبعد سنتين شفيت تماماً من مرضها. فكتبت الى والدها تُنبئه بشفائها وتُعلمه بما جرى معها منذ رحيلها عن ديارها ولغاية اليوم. وإنها قد قررت السكن فيها مدى عمرها، خوفا من عودة المرض والعلّة إليها، وامرت حاشيتها بأن تُدفن فيها.
تُفيد الرواية بأن الملكة ضيا قد أقامت في الحدث طول أيام حياتها، فتزوّجت، وزاد عديد المواطنين الذين قدموا معها، ونقلوا تُرواثهم وأعمالهم وطبيعة أشغالهم، ونموذج مزروعاتهم وعاداتهم وتقاليدهم معهم. فزرعوا الأرض واقاموا الحدائق والجنائن، فكبرت وإزدهرت الحدث في تلك ألأيام كثيراُ.
وبدأ العديد من المواطنين يأتون اليها ويستوطنونها، حيث ذاع صيتها بين البلاد الأخرى. فحكمت المنطقة والجوار بالعدل والمحبة، وأرست النظام والقانون على عهدها الذي نقلته معها من ديوان والدها. كما وأرسلت الى والدها الأحمال المتعددة من خشب الأرز والدلب والشربين والصنوبر واللزاب والقطران الموجودة في غابة ارز الحدد. وقد سُمّيت المنطقة في تلك الفترة بمدينة ضيا.